إن المتابع للسياسة الايرانية، يلاحظ ان إيران دأبت على انتهاك كافة قواعد ومبادئ القانون الدولي والمواثيق والاعراف الدولية ، ومخالفة جميع الممارسات الدولية السليمة في علاقاتها الدولية، فها هي ايران بعد امتناعها عن حماية مقر سفارة المملكة العربية السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد من الاعتداء عليهما في يناير 2016 ، بل وتجييش الرأي العام ضد المملكة، منتهكة بذلك إتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961 ، وتحديداً المادة (31) من الاتفاقية، التي تنظم العلاقات والامتيازات والحصانات الدبلوماسية، وتشدد على حماية مقرات البعثات الدبلوماسة، والتي تعتبر احد الصكوك الدولية الملزمة لجميع الدول، لأنها أسست لمبادئ العرف الدولي المطبق منذ الازل في حماية رسل الدول وسفراءها ومقراتهم، اقول ها هي بعد كل ذلك، تماطل وترفض استكمال الإجراءات المتعلقة بالتحقيق في تلك الحادثة ، مضيفةً حلقة رخيصة في سلسلة طويلة من الانتهاكات الدولية، ضاربة بعرض الحائط كل الأخلاق والمبادئ والقيم التي حث عليها ديننا الإسلامي الحنيف، وأكدت عليها جميع القوانين على حدٍ سواء، مثل حسن الجوار والنوايا الحسنة والتعايش السلمي.
لن ترعوي ايران عن مواقفها السلبية، ولن تتوقف عن مخالفاتها المتكررة، وأساليبها الملتوية، ولن تكف عن ترديد اسطواناتها المشروخة، واصرارها على صوتها النشاز الذي ازعجت به المجتمع الدولي بأسره، فهي عضو فاسد في المجتمع الدولي، يسبب له الكثير من القلق، ويصرفه ويشغله عن تحقيق أهدافه الرئيسة، المتمثلة في التنمية والبناء والتطور، وانماء العلاقات الودية بين الدول والأمم والشعوب ، في ظل مجتمع آمن ومستقر ومزدهر ، محافظٍ على السلم والأمن الدوليين
لا شك أن من حق المملكة اللجوء لهئية الأمم المتحدة ومنظماتها الدولية المختلفة لارغام ايران على احترام تعهداتها والتزاماتها الدولية، وتسجيل موقف ضد ايران يضاف الى ما لديها من سجل حافل بكل انواع الانتهاكات والسلوك الدولي المشين، ومن حق المملكة في هذا الصدد اتخاذ كافة الإجراءات القانونية التي تضمن حقوقها الدبلوماسية وفقًا لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية، وأحكام وقواعد القانون الدولي، وأنا على يقين من نجاح الدبلوماسية السعودية في أي خطوة تخطوها في هذا الاتجاه، لأنها تقف على أرضٍ صلبة ، تصمد أمام كل التحديات، ولأن تاريخها مشرف، ومواقفها ثابتة، وسلوكها الدولي يتفق تماماً مع القانون والعقل والمنطق، وتأسيساً على ما تقدم، فإنه من السهل جداً إدانة ايران أمام أي محكمة دولية ، أو لجنة تحكيم دولي، فهي مسئولة مسئولية (تعاقدية) وأخرى (تقصيرية)، ولن تستطيع إيران الصمود طويلا، كما لن تستطيع الإفلات من العقاب.
تعليقات
إرسال تعليق