1. جزيرة تيران
اسمها
الأصلي ثيران بالثاء، وقد غلب نطقها بالتاء لان سكان السواحل القريبة منها يطلقون
عليها اسم " تيران " بإبدال حرف الثاء تاء للتخفيف، كما وأنها تكتب على
الخرائط باللغة الإنجليزية (Tiran). تقع جزيرة تيران في مدخل خليج العقبة
وإحداثياتها كما يلي: (48، 56 ، 28 شمالاً) و (02 ، 33 ، 34 شرقاً)، وتبلغ
مساحتها حوالي (61.6) كم2، وتقع إلى الجنوب الغربي من الساحل السعودي
بمسافة (3.7) ميلاً بحرياً، وتعد جزءاً من الأراضي السعودية، حيث يربطها
بالساحل السعودي شعاب مرجانية وعرة وغاطسة، يظهر منها بعض الرؤوس البارزة، ولا
يفصلها عنه سوى ممر ملاحي ضحل وضيق جداً يحاذي رأس الشيخ حميد شمالاً، ورأس قصبة
جنوباً، والملاحة في هذا الممر صعبة وخطرة وتحتاج إلى خبرة ومهارة لانتشار الشعاب
المرجانية وضحالة المياه في تلك المنطقة. ولا يستخدم هذا الممر الملاحي إلا من قبل
حرس الحدود السعودي وقوارب الصيادين.
ويفصل
جزيرة تيران عن ساحل شبه جزيرة سيناء ــ الواقع غربها ــ مضيق مائي يسمى باسم
الجزيرة" مضيق تيران " ويبلغ عرضه (3.1) ميل بحري ،
يخترقه ممران بحريان دوليان هما : ممر التعاطي ، وممر القرفتين ، يربطان خليج
العقبة بالبحر الأحمر، ويفصل بينهما أربعة شعاب مرجانية تقع وسط المضيق وهي من
الشمال للجنوب : شعب الشقاشق ، وشعب ودوس ، وشعب الطيس ، وشعب كردون ، ويقع ممر
التعاطي، وهو الممر البحري الرئيس الدولي المستخدم حالياً، بين تلك الشعاب وساحل
جزيرة سيناء ويبلغ عرضه حوالي (0.6) ميل بحري ، وعمقه أكثر من (200)
م ، على حين يقع ممر القرفتين بين تلك الشعاب وجزيرة تيران ، ويبلغ عرضه حوالي (0.4)
ميل بحري وعمقه يتراوح بين (50 ــ 100) م ، وهنا تكمن أهمية الجزيرة واستراتيجية
موقعها لإشرافها المباشر على الممرات البحرية الدولية الواصلة بين البحر الأحمر
وخليج العقبة .
وتكاد تنقسم جزيرة تيران إلى جزأين: شمالي وجنوبي يربط
بينهما برزخ صخري ضيق، حيث يقع بين الجزأين خليج ضحل يتعمق بينهما من الناحية
الشرقية . والجزء الشمالي من الجزيرة أصغر مساحة وأكثر استواء في السطح ، ويوجد في
غربه مرتفع جبلي يبلغ أعلى ارتفاع فيه (42) م ، وتحيط بهذا الجزء من
الجزيرة من جميع الجهات شعاب مرجانية ضحلة المياه يبرز بعض رؤوسها أثناء الجزر ،
أما الجزء الجنوبي من الجزيرة فهو أكبر مساحة من الجزء الشمالي ، وسطحه جبلي يتكون
من الصخور الجيرية المختلطة مع الصخور المرجانية ، ويتدرج في الارتفاع من الشمال
نحو الجنوب والجنوب الغربي والغرب ، ويصل ارتفاع قمم الجبال إلى (518) م ،
و (366) م في الجنوب ، و (378) م في الجنوب الغربي ، و (83)
م في الغرب ، حيث تنحدر هذه المرتفعات بشدة نحو الجنوب والجنوب الغربي والغرب
لتنتهي إلى البحر على شكل حروف وحافات، وتحيط بساحل الجزيرة في هذا الجزء من هذه
الجهات مياه عميقة جداً، على حين تحيط بها من ناحية الشمال والشرق شعاب مرجانية
ضحلة المياه تتناثر فيها من جهة الشرق والشمال الشرقي مجموعة من الجزر الصغيرة
والصخور البارزة القريبة من ساحل الجزيرة يبلغ عددها سبعة جزر، والجزيرة خالية من السكان،
ويوجد بها محطة للإنذار المبكر تم وضعها بعد انسحاب إسرائيل من الجزيرة طبقاً
لاتفاقية "كامب ديفيد" للسلام بين مصر وإسرائيل، كما يوجد على الساحل
الجنوبي الشرقي للجزيرة مركز لحرس الحدود المصري.
2. جزيرة صنافر:
يكتب اسمها في الخرائط (صنافير Sanfir) وتقع شرق جزيرة تيران، واحداثياتها كما يلي: (20 ، 56 ،27 شمالاً) و (29 ، 42 ، 34 شرقاً)، وهي
الجزيرة التوأم لجزيرة تيران، فهي تشبهها شكلاً وتكويناً وأهمية، وتبعد عنها حوالي
(1.5) ميل بحري شرقاً، وهي المسافة بين رأس الشفرة في شرق تيران ورأس صنافر
في غرب جزيرة صنافر، ولا يفصل بين الجزيرتين سوى ممر بحري ضيق يتوسطه شعب مرجاني
يسمى " شعب أبوطنين ".
وهي
جزيرة سعودية تقع إلى الجنوب من الساحل السعودي حيث تبعد عن رأس قصبة على البر
السعودي مسافة (4.9) ميل بحري ولا يفصلها عنه سوى مياه ضحلة تكثر فيها
الشعاب المرجانية الغاطسة والتي يخترقها الممر الملاحي الشرقي الذي يصل خليج
العقبة بالبحر الأحمر والذي يمر بين الساحل السعودي وجزيرة تيران والمستخدم من قبل
حرس الحدود السعودي فقط لوعورته وخطورته.
ويتكون
سطح الجزيرة من صخور جيرية مختلطة مع صخور مرجانية ، ويتعمق في الجزيرة من الجنوب
خليج يكاد يفصلها إلى جزأين : أحدهما شرقي ، وهو الأكبر مساحة، ويتكون سطحه من
أراض شبه مستوية ترتفع في طرفه الشمالي الشرقي بعض المرتفعات التي يبلغ ارتفاع
أعلى قممها (112) م ، كما يقع في طرفه الجنوبي الشرقي بعض المرتفعات
الجبلية والتي يبلغ أقصى ارتفاع فيها (111) م ، أما الجزء الغربي من
الجزيرة فهو أصغر مساحة ، ويتميز بسطحه الجبلي إلا أنه أقل ارتفاعًا من الجزء
الشرقي ، حيث يبلغ أقصى ارتفاع فيه (49) م ، ويغلب على شواطئ الجزيرة وجود
الحافات والجروف الصخرية ، كما تحيط بها الشعاب المرجانية ، التي يظهر في وسطها ــ
خاصة في الجنوب والجنوب الغربي ــ بعض الجزر الصغيرة والصخور البارزة ، ثلاث منها
واضحة.
3. الوضع القانوني للجزيرتين:
أ. اش،ش،حتلت إسرائيل بلدة أم الرشراش العربية (المعروفة حالياً باسم إيلات)
في مارس 1949.
ب. وُضِعت جزيرتي تيران وصنافر تحت السيادة المصرية بموجب اتفاق شفهي بين المملكة ومصر عام 1950م، وتم وضع القوات المصرية بهما لمواجهة القوات الإسرائيلية، عقب احتلال إسرائيل بلدة أم الرشراش، وكان الهدف من ذلك تمكين مصر من السيطرة على مضيق تيران لمواجهة السفن الإسرائيلية، وإغلاقه إذا لزم الأمر.
ج. طالبت مصر أمام مجلس الأمن بتبعية الجزيرتين لها عام 1954.
د. بعثت المملكة في مارس 1957م، مذكرة إلى بعثات الحكومات الصديقة في جده تؤكد فيها تبعية الجزيرتين لها.
ه. في الشهر التالي وتحديداً في ابريل 1957م، أكدت المملكة سيادتها على الجزيرتين من خلال المذكرة المرفقة بالخطاب الذي وجهه المندوب الدائم للمملكة لدى الأمم المتحدة إلى السكرتير العام لهيئة الأمم المتحدة
و. تم احتلالها من قبل إسرائيل (عام 1967م). بموجب اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل التي عقدت في كامب ديفيد عام 1979م "البروتوكول الخاص بالانسحاب" وضعت الجزيرتان ضمن المنطقة (ج) والتي تتمركز بها قوات الأمم المتحدة والشرطة المدنية المصرية
ز. أعلنت جمهورية مصر العربية الجزيرتين من ضمن المحميات الطبيعية عام 1983 م، كمحمية تراث عالمي.
ب. وُضِعت جزيرتي تيران وصنافر تحت السيادة المصرية بموجب اتفاق شفهي بين المملكة ومصر عام 1950م، وتم وضع القوات المصرية بهما لمواجهة القوات الإسرائيلية، عقب احتلال إسرائيل بلدة أم الرشراش، وكان الهدف من ذلك تمكين مصر من السيطرة على مضيق تيران لمواجهة السفن الإسرائيلية، وإغلاقه إذا لزم الأمر.
ج. طالبت مصر أمام مجلس الأمن بتبعية الجزيرتين لها عام 1954.
د. بعثت المملكة في مارس 1957م، مذكرة إلى بعثات الحكومات الصديقة في جده تؤكد فيها تبعية الجزيرتين لها.
ه. في الشهر التالي وتحديداً في ابريل 1957م، أكدت المملكة سيادتها على الجزيرتين من خلال المذكرة المرفقة بالخطاب الذي وجهه المندوب الدائم للمملكة لدى الأمم المتحدة إلى السكرتير العام لهيئة الأمم المتحدة
و. تم احتلالها من قبل إسرائيل (عام 1967م). بموجب اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل التي عقدت في كامب ديفيد عام 1979م "البروتوكول الخاص بالانسحاب" وضعت الجزيرتان ضمن المنطقة (ج) والتي تتمركز بها قوات الأمم المتحدة والشرطة المدنية المصرية
ز. أعلنت جمهورية مصر العربية الجزيرتين من ضمن المحميات الطبيعية عام 1983 م، كمحمية تراث عالمي.
ح. في بعض المكاتبات بين الدولتين، أكد نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية
بجمهورية مصر العربية الأسبق الدكتور/ عصمت عبد المجيد على أن السيادة في
الجزيرتين هي للمملكة العربية السعودية.
ط. يلاحظ أن المرسوم المصري رقم 27، لسنة 1990م الخاص بتنظيم خطوط الأساس المصرية، لم يشير مباشرة إلى الجزيرتين.
ي. يذكر في الصحف ووسائل الإعلام المصرية ومواقع الانترنت والمواقع الرسمية المصرية وغيرها عبارة "جزيرتي صنافر وتيران المصريتين".
ك. عندما حدد المملكة العربية السعودية خطوط الأساس عام وضعت الجزيرتين ضمن المياه الداخلية للمملكة، وفي هذا إشارة إلى أنهما سعوديين.
ط. يلاحظ أن المرسوم المصري رقم 27، لسنة 1990م الخاص بتنظيم خطوط الأساس المصرية، لم يشير مباشرة إلى الجزيرتين.
ي. يذكر في الصحف ووسائل الإعلام المصرية ومواقع الانترنت والمواقع الرسمية المصرية وغيرها عبارة "جزيرتي صنافر وتيران المصريتين".
ك. عندما حدد المملكة العربية السعودية خطوط الأساس عام وضعت الجزيرتين ضمن المياه الداخلية للمملكة، وفي هذا إشارة إلى أنهما سعوديين.
الاتفاق السعودي-المصري على وضع الجزيرتين
تحت السيادة المصرية
كما
سبقت الإشارة فان هذا الاتفاق كان شفهياً بعد احتلال إسرائيل بلدة أم
الرشراش(ايلات)، وكان الهدف من ذلك تمكين مصر من إغلاق مضيق تيران أمام السفن
الإسرائيلية عند الضرورة، وكون الاتفاق كان شفهياً، فهذا يعني عدم وجود أي تفاصيل
عما تضمنه هذا الاتفاق، ولا عن العبارات والألفاظ المستخدمة، الأمر الذي يجعل من
الصعوبة بمكان الاستدلال عن الآثار القانونية المترتبة عليه، ناهيك عن صعوبة إثبات
محتوى الاتفاق من الناحية القانونية، وكان من الأجدر أن يكون الاتفاق مكتوباً، لا
سيما انه يتعلق بأمر في غاية الأهمية للجانبين، ألا وهو السيادة على الجزيرتين
المشار اليهما مع ما تمثلانه من ثقل وأهمية بالغة نظراً لموقعهما الاستراتيجي
ووجود مضيق تيران.
ويبدو
انه أريد لهذا الاتفاق أن يكون شفهياً، وفي اعتقادي أن المستفيد الوحيد من كون
الاتفاق شفهياً هو الجانب المصري، للخلاص من الاتفاق المكتوب الذي كان سيثبت
اعتراف مصر بسيادة المملكة على هاتين الجزيرتين، بدليل لجؤها إلى الاتفاق من صاحب
السيادة (وهي المملكة العربية السعودية) على وضع الجزيرتين تحت السيادة المصرية.
ولو كانت الجزيرتان مصريتين، لما كان هناك أي حاجة لمثل هذا الاتفاق.
المعالجة القانونية
من اجل مناقشة مسألة السيادة على جزيرتي تيران وصنافر، لابد من معرفة الوضع القانوني للجزيرتين تاريخياً، لان ذلك يقود لمعرفة وضع السيادة عليهما قبل ما يسمى في القانون الدولي بالتاريخ الفاصل او الحاسم (critical date) مباشرةً، وهو هنا التاريخ الذي أنشأت فيه المملكة العربية السعودية او التاريخ الذي نالت فيه مصر استقلالها.
تعليقات
إرسال تعليق