يتردد كثيرا في الفترة الأخيرة الحديث في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الإجتماعي عن الدولة العلمانية، وأنها هي الوسيلة الوحيدة لنبذ العنف والاستقرار، حيث لم تعد الحاجة قائمة للدولة الدينية التي كانت ولا زالت تستمد شرعيتها من الشرعية الدينية. هذا جعلني أسترجع ما حدث في القارة الأوروبية عام 1648، عندما اجتمع كبار قادتها في (وستفاليا)، وتوصلوا الى توقيع بمعاهدة وستفاليا westphalia treaty 1648، تضمنت قواعد ومبادئ تنظيم العلاقات بين دول القارة، على امل أن تساهم تلك القواعد والمبادئ في استقرارها وازدهارها، ومنع اندلاع المزيد من الحروب التي استعرت فيها لسنوات طويلة، ومن بين تلك القواعد والمبادئ: 1. مبدأ الولاء للجنسية وبلد الجنسية وليس للكنسية، والولاء للدولة القومية، وفصل الدين عن الدولة (مبدأ العلمانية)، لأن المجتمعون رأوا أن هذا الفصل سيمنع اندلاع الحروب الدينية مجدداً. 2. مبدأ السيادة ، ويعني أن لكل دولة سيادة مطلقة على أراضيها واقاليمها ضمن حدود معينة بمعزل عن الدول الأخرى، وتكون المعاهدة بذلك قد أسست لمبدأ السيادة الإقليمية territorial sovereignty ، و هذا ال...