لن أتحدث عن البدلات والإجازة والاختبارات فهي حديث الشارع السعودي، وحديث المجالس والديوانيات، لأن أثرها ظاهر وتمس شريحة كبيرة من المواطنين. سأتحدث بإختصار عن ما هو أهم على المدى المتوسط والبعيد، وهما أمران لفتا انتباهي كمواطن سعودي غيور، يتعلق الأمر الأول بمحاربة الفساد والمحاسبة، بينما يتعلق الأمر الثاني بتعزيز مؤسسات الدولة وأعادة هيكلتها. محاكمة الوزراء خطوة غير مسبوقة في تاريخ المملكة فيما اعلم، فقد كان إعفاء الوزراء بدون ذكر الأسباب هو السائد سابقاً، أما الآن فقد تمت الاشارة في الأمر الملكي صراحة الى نظام محاكمة الوزراء، وإلى ما رفعته هيئة مكافحة الفساد، وما رفعه ديوان الرقابة والتحقيق ، وتكمن أهمية هذه الخطوة قي ذاتها، وفي الآثار المترتبة عليها، فقد فتحت الباب على مصراعية لمحاسبة المسؤولين ومحاربة الفساد وهي ليست كل شئ، وما هي إلا خطوة في طريق الألف ميل، ولا زال المواطن يتطلع إلى توسيع دائرة المحاسبة للحفاظ على المال العام. كما أن هذه الأوامر أرسلت رسالة داخلية لتطمين المواطنين بأن الدولة ماضية في الإصلاحات والمحاسبة، والمحافظة عل...