لو افترضنا جدلاً ومن أجل مناقشة هذا الموضوع من الناحية القانونية، أن دولة A مارست ضغوطاً من أجل أن توقع دولة B على اتفاقية ما، مقابل الاعتراف بها، وأن الدولة B وقعت الاتفاقية، ولكنها دفعت بأن الاتفاقية باطلة لأنها وقعتها مكرهة، فان الأمر يتطلب مناقشة حجة الإكراه duress أو coercion ، في القانون الدولي، لنرى هل ينطبق على هاتين الدولتين أم لا. من وجهة نظر القانون الدولي، فإنه يشترط لصحة الاتفاقية أن تكون خالية من عيوب الرضا، وهي الغلط والتدليس والغبن والإكراه، وإذا علمنا أنه ليس من الصعب الدفع بهذه العيوب لإبطال العقود بين الأفراد، إلا أن ذلك يعتبر في غاية الصعوبة على المستوى الدولي من خلال الاتفاقيات الدولية، لأن هذه الاتفاقيات تمر بسلسلة طويلة من المفاوضات والنقاش، وتعرض على مستويات عديدة ومهمة في الحكومات والبرلمانات في الدول المعنية على اختلاف مسمياتها وأنواعها، وبالتالي فإنه يفترض الانتباه لعيوب الرضا وتجاوزها، لذلك، فان القانون الدولي تنبه لهذه المسألة وتعامل مع عيوب الرضا في الاتفاقيات الدولية بشيء من الاهتمام والحذر بهدف صيانة الاتفاقيات الدولية، وضمان استمرار...